* (لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب (38) يمحو الله ما يشاء ويثبت) * * في الصحيح، ثلاثمائة امرأة، وسبعمائة سرية؛ فهذا معنى قوله: * (وجعلنا لهم أزواجا وذرية) وكذلك عامة الأنبياء تزوجوا وولد لهم.
وقوله: * (وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله) أي: إلا بأمر الله * (لكل أجل كتاب) معناه: لكل أجل أجله الشرع كتاب أثبت فيه. وقيل: هذا على التقديم والتأخير، ومعناه: لكل كتاب أجل ومدة، ومعناه الكتب المنزلة وقيل: لكل أجل كتاب، أي: لكل قضاء قضاه الله تعالى وقت يقع فيه، وكتاب أثبت فيه.
قوله تعالى: * (يمحو الله ما يشاء ويثبت) فيه أقوال: روي عن ابن عباس أنه يمحو الله ما يشاء من الشريعة، أي: ينسخ. ويثبت ما يشاء، فلا ينسخ. وحكي عنه أيضا برواية سعيد بن جبير قال: * (يمحو الله ما يشاء ويثبت) إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت، وعن عمر وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم - أنهما قالا: يمحو الشقاوة والسعادة أيضا، ويمحو الأجل والرزق، ويثبت ما يشاء. وكان عمر يقول: اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحه واكتبني ما تشاء سعيدا، فإنك قلت: * (يمحو الله ما يشاء ويثبت). وفي بعض الآثار أن الرجل يكون قد بقي له من عمره ثلاثون سنة فيقطع رحمه، فيرد إلى ثلاثة أيام، والرجل يكون قد بقي له من عمره ثلاثة أيام فيصل رحمه فيمد إلى ثلاثين سنة. وقد ورد خبر يؤيد قول ابن عباس في أنه لا يمحى الشقاوة والسعادة والأجل والرزق، روى حذيفة بن أسيد عن النبي أنه قال: ' إذا وقعت النطفة في الرحم، ومضى عليها خمس وأربعون ليلة، قال الملك: يا رب، أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله، ويكتب الملك، فيقول: يا رب، أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله تعالى، ويكتب الملك، فيقول: يا رب ما الأجل؟ وما الرزق؟ فيقضي الله تعالى ويكتب الملك ثم لا يزاد فيه ولا ينقص. ذكره مسلم في الصحيح.