تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٢٥
* (منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) * * وقوله تعالى: * (لعلكم تفلحون) أي: تسعدون وتفوزون.
قوله تعالى: * (وأنكحوا الأيامى منكم). أي: زوجوا الأيامى منكم، والأيم اسم لكل امرأة لا زوج لها ثيبا كانت أو بكرا، قال الشاعر:
(فإن تنكحي أنكح وإن تتأيمي * مدى الدهر ما لم تنكحي أتأيم) وقد ذهب داود وأصحاب الظاهر أن النكاح واجب واستدلوا بهذه الآية، وأما عندنا هو مباح في وقت، سنة في وقت، مباح إذا كانت نفسه لا تتوق إلى النساء، سنة إذا تاقت نفسه إلى النساء، وقد روي عن النبي أنه قال: ' من أحب فطرتي فليستن بسنتي، ومن سنتي النكاح '.
وثبت عن النبي أنه قال: ' من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فليصم، فإن الصوم له وجاء '.
وعن بعض السلف أنه قال: من غلبت عليه الشهوة وعنده مال فليتزوج، وإن لم يكن عنده مال فليدم النظر إلى السماء، فإن شهوته تذهب.
وقوله: * (والصالحين من عبادكم وإمائكم).
قرئ في الشاذ: ' من عبيدكم وإمائكم ' زوجوا الأيامى من الحرائر، وزوجوا الصالحين من العبيد والإماء، والمراد من العباد: العبيد.
وقوله: * (إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله) روي عن عمر أنه قال: عجبت
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»