* (السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري) * * أحدها: أن معناه: مثل نور الله في قلب المؤمن) وهو النور الذي يهتدى به، وهذا في معنى قوله تعالى: * (فهو على نور من ربه)، والقول الثاني: * (مثل نوره) أي: نور قلب المؤمن بالإيمان، والقول الثالث: أنه نور محمد، ومنهم من أول على القرآن.
وقوله: * (كمشكاة) المشكاة هي الكوة التي ليس له منفذ، ومنهم من قال: المشكاة هي الحديدة التي يعلق بها القنديل، وهي السلسلة، وقيل: الموضع الذي توضع فيه الفتيلة، وهو كالأنبوب. والأول أظهر الأقاويل وأولى، ومعنى المشكاة هاهنا: الصدر، قاله أبي بن كعب. وقوله: * (فيها مصباح) أي: شعلة نار.
وقوله: * (المصباح في زجاجة) الزجاجة شيء معلوم، وهو جوهر له ضياء، فإن قيل: لم خص الزجاجة بالذكر؟ قلنا: قال أبي بن كعب: المشكاة الصدر، والزجاجة القلب، والمصباح الإيمان، فإنما ذكر الزجاجة؛ لأن المصباح فيها أضواء، وقال بعضهم: ذكر الزجاجة؛ لأنها إذا انكسرت لا ينتفع منها بشيء، كذلك القلب إذا فسد لا ينتفع منه بشيء.
وقوله: * (الزجاجة كأنها كوكب دري) شبه الزجاجة بالكوكب، قال بعضهم: هذا الكوكب هو الزهرة فإنها أضوء كوكب في السماء، وقال بعضهم: الكواكب الخمسة زحل ومشتري والمريخ وعطارد وزهرة، فإن قيل: لم لم يشبه بالشمس والقمر؟ قلنا: لأن الشمس والقمر يلحقهما الكسوف، والنجوم لا يلحقها الكسوف، وأما قوله: * (كوكب دري) منسوب إلى الدر، ونسبه إلى الدر لصفائه ولونه، وقرئ: ' درىء ' بكسر الدال والهمز والمد، وفيه قولان: أحدهما: أنه مأخوذ من الدراء،