تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٢٦
* (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد (14) من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد) * * هو إله أو مولى، ومنهم من قال: يدعو لمن ضره يعني: إلى الذي ضره أقرب من نفعه، ومنهم من قال معناه: ذلك هو الضلال البعيد يدعو أي: في حال دعائه ثم استأنف فقال: * (لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير)، ومنهم من قال: ذلك هو الضلال البعيد يدعو يعني: الذي هو الضلال البعيد يدعو، وذلك بمعنى ' الذي '، ثم استأنف قوله: * (لمن ضره أقرب من نفعه) اختاره الزجاج. وقال ابن فارس حين حكى أكثر هذه الأقاويل: ونكل الآية إلى عالمها.
وقوله: * (لبئس المولى) أي: الناصر، وقيل: المعبود.
وقوله: * (ولبئس العشير) أي: المخالط والصاحب، والعرب تسمى الزوج: عشيرا؛ لأجل المخالطة.
قال النبي: ' إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ' أي: الزوج.
قوله تعالى: * (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات...) الآية إلى آخرها ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (من كان يظن أن لن ينصره الله) قال ابن عباس: معناه من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا.
وروي عنه أنه قال: لما دعا رسول الله أسدا وغطفان إلى الإسلام - وكان بينهم وبين أهل الكتاب حلف - فقالوا: لا يمكننا أن نسلم ونقطع الحلف؛ لأن محمدا ربما لا يظهر ولا يغلب؛ فينقطع الحلف بيننا وبين أهل الكتاب فلا يميروننا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
والقول الثاني: من كان يظن أن لن ينصره الله، أي: لن يرزقه الله، وهذا فيمن
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»