* (فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان (41) وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين) * * قوله تعالى: * (وقال للذي ظن أنه ناج منهما) معناه: أنه (أيقن) أنه ناج منهما * (اذكرني عند ربك) أي: عند سيدك، فروي أنه قال له: قل للملك:
إن في السجن رجلا مظلوما قد طال حبسه. وقوله: * (فأنساه الشيطان ذكر ربه) الأكثرون: معناه: فأنسى يوسف الشيطان ذكر ربه حتى استغاث بمخلوق مثله، وهذا قول ابن عباس وغيره.
والقول الثاني: أن الشيطان أنسى الرجل الذي خلي من السجن ذكر يوسف لسيده.
وقوله: * (فلبث في السجن بضع سنين) الأكثرون: على أن بضع سنين هاهنا: سبع سنين وقد كان لبث من قبل خمس سنين؛ فمكث فيه [اثنتي عشرة] سنة. وقال الأخفش: البضع: من الواحد إلى العشرة، وقيل: من ثلاث إلى التسع؛ فروي: أن الله تعالى بعث جبريل إليه، فقال له: قل يا يوسف من حببك إلى أبيك؟ فقال: أنت يا رب، فقال: من خلصك من الجب؟ قال: أنت يا رب، قال: من صرف عنك السوء والفحشاء؟ قال: أنت يا رب، قال: فما استحييت مني أن استعنت بمخلوق؟! وعزتي لأطيلن مكثك في السجن. وروي أنه قال: يا رب بحق آبائي اغفر لي ذنبي، فجاء جبريل وقال له: وأي حق لآبائك علي؟! أما جدك إبراهيم: فقد جعلت النار عليه بردا وسلاما، وأما إسماعيل: ففديته بكبش عظيم، وأما أبوك يعقوب: (فأعطيته) اثني عشر ابنا وأخذت منهم واحدا، فما زال يبكي حتى ابيضت عيناه وجعل يشكوني، فقال يوسف: إلهي بمنك القديم وفضلك العظيم وأياديك الكثيرة اغفر لي ذنبي، فغفر له. وروي عن الحسن البصري أنه قال: دخل جبريل على