(* (42) وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رءياي إن كنتم للرؤيا تعبرون (43) قالوا) * * يوسف عليهما السلام في السجن، فقال له: يوسف، يا أخ المنذرين ما تعمل بين المذنبين؟ فقال [له] جبريل: يا طيب ابن الطيبين يقول لك ربك: أما (استحييت) مني أن استعنت بمخلوق مثلك؟! وعزتي لأطيلن حبسك، فقال له يوسف عليه السلام: أهو راض عني؟ فقال: نعم. فقال: إذا لا أبالي. وروي أنه قال لجبريل: ما بلغ حزن أبي يعقوب؟ فقال: حزن سبعين ثكلى، فقال: وكيف أجره؟ فقال: أجر مائة شهيد.
قوله تعالى: * (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان [يأكلهن سبع عجاف]) الملك هاهنا: ملك مصر، والملك هو القادر الواسع المقدور فيما يرجع إلى السياسة والتدبير. وقوله: * (إني أرى) معناه: إني أرى في المنام. وقوله: * (بقرات): البقر: حيوان معروف يصلح للكراب، ومنه (المثل): الكراب على البقر؛ لأنه أقوم به.
وقوله: * (سمان) معلوم المعنى.
وروي أن الملك رأى سبع بقرات سمان خرجن من البحر كأسمن ما يكون من البقر، ثم خرج عقيبه سبع بقرات عجاف في غاية الهزال والعجف، ثم إن العجاف ابتلعت السمان وأكلتها حتى لم يتبين على العجاف منها شيء، ثم رأى [* (وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) أي:] سبع سنبلات يابسة التوت على الخضر حتى غلبت عليها فلم يبق من خضرتها شيء. وقوله: * (يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون) الرؤيا (هو) ما يتخيله الإنسان في المنام، وقد بينا أن النبي قال في الرؤيا الصادقة: ' تلك عاجل بشرى المؤمن ' وروي عن النبي أنه قال: