تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٩
* (إليهن وأكن من الجاهلين (33) فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم (34) ثم بدا لهن من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين (35) ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق) * * قوله تعالى: * (فاستجاب له ربه) أي: أجاب له ربه. وقوله: * (فصرف عنه كيدهن) أي: شرهن * (إنه هو السميع العليم) ظاهر المعنى.
قوله: * (ثم بدا لهم) أي: ظهر لهم. وقوله: * (من بعد ما رأوا الآيات) هاهنا شق القميص، وكلام الطفل، وجز النساء أيديهن بالسكاكين، وذهاب عقولهن بما رأين من جماله. وقوله: * (ليسجننه حتى حين) أي: ليحبسنه إلى مدة. قال عطاء: إلى حين: إلى أن تنقطع مقالة الناس.
قوله تعالى: * (ودخل معه السجن فتيان) في القصة: أن المرأة قالت لزوجها: قد فضحني هذا الغلام العبراني (في الناس)، فإما أن تأذن [لي] أخرج وأعتذر من الناس، وإما أن تحبسه، فحبسه، ولما حبس حبس الملك بعد ذلك رجلين من خاصته؛ أحدهما: صاحب طعامه، والآخر: صاحب شرابه، ويقال: كان يسمى أحدهما: سرهم، والآخر: شرهم. وكان سبب حبسهما: أن الملك اتهم صاحب الطعام [أنه]: قصد سمه، وظن أيضا أن صاحب الشراب مالأه على ذلك؛ وكان الملك هو الوليد بن مروان العمليقي، وقيل غير هذا الاسم.
وقوله: * (قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا) وروي أن يوسف - عليه السلام - لما دخل السجن جعل يدعو إلى الله وينشر علمه، فرأى هذين الرجلين وهما مهمومان فسألهما عن شأنهما فذكرا أنهما صاحبا الملك، وأن الملك حبسهما، وقد رأيا رؤيا وقد غمهما ذلك، فقال لهما: قصا علي ما رأيتما، فقصا عليه رؤياهما؛ وهذا معنى قوله: * (قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا). وفي القصة: أنه قال: رأيت حبلة عليها ثلاثة عناقيد فجنيتهن وعصرتهن خمرا وسقيت منه الملك.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»