تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٧
* (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا (4) وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا (5)) * * تفضل دعوة العلانية بسبعين درجة '.
فإن قيل: لم أخفى؟ والجواب من وجوه: أحدها: أنه أفضل، والآخر: لأنه استحيا من الناس أن يدعو جهرا، فيقولون: انظروا إلى هذا الشيخ يسأل على كبره الولد!. ويقال: إنه أخفى، لأنه دعا في جوف الليل، وهو ساجد.
قوله تعالى: * (قال رب إني وهن العظم مني) يعني: رق وضعف من الكبر. قال قتادة: اشتكى سقوط الأضراس.
قوله: * (واشتعل الرأس شيبا) أي: شعر الرأس. والعرب تقول إذا كثر الشيب في الرأس: اشتعل رأسه، وهذا أحسن استعارة، لأنه يشتعل فيه كاشتعال النار في الحطب.
وقوله: * (ولم أكن بدعائك رب شقيا) فيه قولان: أحدهما: أنك عودتني الإجابة، ولم تخيبني، والآخر: ولم أكن بدعائك لي شقيا يعني: لما دعوتني إلى الإيمان آمنت، ولم أشق بترك الإيمان.
وقوله: * (وإني خفت الموالي من ورائي) قال أبو صالح: المراد منه الكلالة. وعن أبي عبيدة: بنو العم.
وقوله: * (ورائي) أي بعدي، وقال أبو عبيدة: ورائي أي: أمامي. والقول الأول أصح.
وفي الشاذ: ' وإني خفت الموالي من ورائي ' أي: قلت.
وقوله: * (وكانت امرأتي عاقرا). العاقر: هي التي لا تلد.
وقوله: * (فهب لي من لدنك وليا). وقوله: * (يرثني) أي: ولدا يرثني. فإن
(٢٧٧)
مفاتيح البحث: الإخفاء (2)، الخوف (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»