تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٦
بسم الله الرحمن الرحيم (* (كهيعص (1) ذكر رحمت ربك عبده زكريا (2) إذ نادى ربه نداء خفيا (3)) * * ((تفسير) سورة مريم مكية (و) قد روينا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: ' سورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه من تلادي، وفي رواية: من العتاق الأول '.
وقوله تعالى: * (كهيعص). روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: هذا اسم من أسماء الله تعالى، وحكي عنه أنه قال: (يا الله يا عين صاد)، اغفر لي. وعن الحسن وقتادة: اسم من أسماء السورة. وأما ابن عباس فالمروي عنه: أن كل حرف مأخوذ من اسم، فالكاف مأخوذ من الكافي، ومنهم من قال: من كبير، ومنهم من قال: من كريم، وأما الهاء قال ابن عباس: مأخوذ من الهادي، وأما الياء مأخوذ من حليم، ومنهم من قال: من يمين، ومنهم من قال: من أمين، وقال بعضهم: الياء من ياء النداء، وأما العين فقال ابن عباس: من عليم، وعن غيره: من عزيز. وأما الصادق، قال ابن عباس: من الصادم. وقد بينا قبل هذا أقوالا في الحروف المهجاة في أوائل السور.
وقوله: * (ذكر رحمة ربك عبده زكريا) يعني: هذا ذكر رحمة ربك عبده زكريا، وقال بعضهم: في الآية تقديم وتأخير؛ يعني: هذا ذكر ربك عبده زكريا بالرحمة.
وقوله: * (إذ نادى ربه نداء خفيا) أي: دعا ربه دعاء خفيا. وفي بعض الأخبار: ' خير الدعاء الخفي، وخير الرزق ما يكفي '. وفي بعض الأخبار أيضا: ' دعوة السر
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»