تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٤
* (الروح قل الروح من أمر ربي) * * جنس بني آدم لهم أيدي وأرجل ليسوا من الملائكة.. وذكره أبو صالح أيضا، وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: الروح ملك ذو سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان - وفي رواية سبعون لسانا يسبح الله بألسنته كلها.
وعن الحسن البصري: إن الروح ها هنا: هو القرآن. وقيل: إنه عيسى عليه السلام. ومعناه أنه ليس كما قال اليهود ولا كما قال النصارى، ولكنه روح الله وكلمته تكون بأمره.
وأصح الأقاويل: أن الروح ها هنا هو الروح الذي يحيا به الإنسان، وعليه أكثر المفسرين. واختلفوا فيه: منهم من قال: هو الدم؛ ألا ترى أن الإنسان إذا مات لم يغب منه إلا الدم، ومنهم من قال: هو تنفس الإنسان من الهواء؛ ألا ترى أن المخنوق يموت لاحتباس النفس عليه، ومنهم من قال: إنه عرض، وقال بعضهم: جسم لطيف يشبه الريح، يجري في تجاويف الإنسان. واستدل من قال إنه جسم [إن] الله تعالى قال: * (بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله) وإنما يتصور رزق الأجسام لا رزق الأعراض وتدل عليه أن النبي قال: ' أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلف من ثمر الجنة أو تأكل '.
وروي عن النبي أنه قال: ' إن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بأربعة آلاف سنة ' وهذا كله دليل على أن الروح جسم وليس بعرض، وهذا أولى القولين.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»