تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٦٦
* (إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا (75)) * * أعلم برسوله من غيره، وقد قال قتادة: لما وقع هذا كان رسول الله يقول بعد ذلك: ' اللهم، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين '.
والجواب الثاني: وهو أنه قال: * (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن) وقد ثبته ولم يركن، وهذا مثل قوله تعالى: * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) إلى أن قال: * (إلا قليلا) وقد تفضل الله، ورحم، ولم يتبعوا الشيطان.
قوله تعالى: * (وإذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات) قال ابن عباس: ضعف عذاب الحياة، وضعف عذاب الممات.
وقيل: ضعف عذاب الدنيا، وضعف عذاب الآخرة، وقيل: إن الضعف بمعنى العذاب، فكأنه قال: لأذقناك عذاب الحياة وعذاب الممات، وإنما سمي العذاب ضعفا لتضاعف الألم فيه.
فإن قيل: لم يضاعف العذاب له؟ قلنا: لعلو مرتبته كما يضاعف الثواب له عند الطاعة. وقد قال الله تعالى: * (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) والمعنى ما بينا.
وقوله: * (ثم لا تجد لك علينا نصيرا) أي: لا تجد من يمنعنا من عذابك.
قوله تعالى: * (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها) الاستفزاز: هو الإزعاج بسرعة. واختلفوا في معنى هذه الآية، فقال بعضهم: إنها نزلت بالمدينة، وسبب نزولها أن يهود قريظة والنضير وبني قينقاع أتوا النبي، وقالوا: يا أبا القاسم، قد علمت أن بلاد الأنبياء هي الشام وهي الأرض المقدسة، ومتى سمعت
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»