تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٨
* (يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا (6)) * * قيل: كيف يخاف نبي الله أن يرثه بنو العم والعصبة؟ وأيش معنى هذا الخوف؟! وعن قتادة قال: أي شيء كان على نبي الله زكريا أن يرثه غير ولده؟
والجواب: أنه اختلف الأقوال في الإرث: فعن ابن عباس: أنه أراد به إرث المال، وهو قول جماعة، وعنه أيضا أن المراد منه: إرث العلم، وهو قول الحسن البصري، وفيه قول ثالث: أنه ميراث الحبورة، فإنه كان رأس الأحبار.
قال الزجاج: والأولى أن يحمل على ميراث غير المال؛ لأنه يبعد أن يشفق زكرياء عليه السلام - وهو نبي من الأنبياء - أن يرثه بنو عمه وعصبته مالا، وقد ثبت عن النبي أنه قال: ' كان زكريا نجارا '. قال الشيخ الإمام الأجل: أخبرنا به أبو الحسن أحمد بن محمد بن النقور، قال أبو القاسم بن حبابة، قال عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي... الخبر. خرجه مسلم في الصحيح، ولم يخرجه البخاري؛ لأنه لا يروى عن حماد بن سلمة.
والمراد من الخوف أنه أراد أن يكون وارثه في النبوة والحبورة ولده، وقد قال النبي: ' إذا مات ابن آدم انقطع [عمله] إلا من ثلاثة.. وقال فيها: ولد صالح يدعو له '.
وقوله: * (ويرث من آل يعقوب) قيل: النبوة، وقيل: الملك؛ لأن زكريا كان من بيت الملك.
وقوله: * (واجعله رب رضيا) أي: مرضيا.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»