تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٢
* (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا (82) وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا (83)) * * أي: كل النفوس، الحمام: هو الموت.
وأما المراد من الشفاء هو الشفاء من الجهل بالعلم، ومن الضلالة بالهدى، ومن الشك باليقين، وقيل: المراد من الشفاء هو الشفاء من المرض بالتبرك به، وقيل: إن معنى الشفاء هو ظهور دليل الرسالة منه بالإعجاز وعجيب النظم والتأليف.
وقوله: * (ورحمة للمؤمنين) أي: هو بركة وبيان وهدى للمؤمنين.
وقوله: * (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) معنى زيادة الخسار في القرآن للظالمين: ما كان يتجدد منهم بالتكذيب عند نزوله آية آية، فذلك زيادة الخسار والكفر.
قوله تعالى: * (وإذا أنعمنا على الإنسان) أي: بالصحة، وسعة الرزق، وطيب الحياة، وما أشبه ذلك.
وقوله: * (أعرض) أي: تولى. وقوله: * (ونأى بجانبه) أي: تباعد بجانبه. وقرئ ' وناء بجانبه ' وهذا يقرب معناه من الأول. ومعنى الآية: هو ظهور التضرع والإخلاص في الدعاء والالتجاء إلى الله عند المحنة والشدة، وترك ذلك عند النعمة والصحة. ومعنى التباعد: هو ترك التقرب إلى الله، وما كان يظهره من ذلك عند الضر والشدة.
وقوله: * (وإذا مسه الشر كان يؤسا) أي: آيسا. ومعناه أنه يتضرع ويدعو عند الضر والشدة، فإذا خرت الإجابة يئس، ولا ينبغي للمؤمن أن ييئس من إجابة الله، وإن تأخرت الإجابة مدة طويلة.
وعن بعض التابعين أنه قال: إني أدعو الله بدعوة منذ عشرين سنة ولم يجبني إليها وما آيست منها. قيل: وما تلك الدعوة؟ قال: ترك ما لا يعنيني.
قوله تعالى: * (قل كل يعمل على شاكلته) أي: على جديلته وطبيعته، ومعناه: ما يشاكل خلقه. وصحف بعضهم كل يعمل على جديلته - وهو تصحيف قريب من المعنى - والتصحيف في التفسير.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»