تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٠
* (لدينا مكين أمين (54) قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم (55) وكذلك) وقوله: * (إن ربي غفور رحيم) ظاهر.
قوله تعالى: * (وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي) معناه: أجعله خاصا لنفسي لا يشركني فيه أحد * (فلما كلمه) في الآية اختصار أيضا فروي أنه ذهب الرسول ودعاه فقام واغتسل ولبس ثيابا (نضافا) وجاء إلى الملك. وقوله: * (فلما كلمه) في القصة أن الملك طلب منه أن يعيد تعبير الرؤيا ليسمع منه شفاها، فقص عليه، فهذا معنى قوله: * (فلما كلمه) وقيل: إن الملك كان يعلم سبعين لغة من لغات الناس فكلم يوسف بتلك اللغات فأجابه يوسف بها كلها وزاد (لسان) العبرية والعربية ولم يكن الملك يعلم ذلك، فقال: * (إنك اليوم لدينا مكين أمين) والمكانة: هي الجاه والحشمة والدرجة الرفيعة، وقوله: * (أمين) أي: صادق.
قوله تعالى: * (قال اجعلني على خزائن الأرض) اختلفوا أن يوسف عليه السلام لم طلب هذا؟ قال (بعضهم): إنما طلب ذلك لأنه عرف أن ذلك؛ وصله إلى وصول أهله إليه من أبيه وإخوته وغيرهم، ومنهم من قال: إنما طلب ذلك لأنه عرف أنه أقوم الناس بالقيام بمصالح الناس في السنين الشداد، فطلب لهذا المعنى.
وقوله: * (اجعلني على خزائن الأرض) الأرض هاهنا: أرض مصر، والخزائن: هي خزائن الطعام والأموال. وقال ربيع بن أنس: ' اجعلني على خزائن الأرض ' أي: على خراج مصر ودخلها.
* (إني حفيظ عليم) أي: حفيظ للخزائن، عليم بوجوه مصالحها. وفي بعض التفاسير: ' إني حفيظ عليم ' أي: كاتب حاسب. فإن قيل: هل يجوز أن يتولى المسلم من يد كافر عملا؟
قلنا قد قالوا: إنه إذا علم أن الكافر يخليه والعمل بالحق يجوز أن يتولى. وقد
(٤٠)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»