تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٠١
* (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون (99) إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون (100) وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل) * * أن النبي قال: ' اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه '.
وأما معنى الآية: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا مثل قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا) يعني: إذا أردتم القيام إلى الصلاة، وفي بعض الآثار: أنه لا شيء أشد على إبليس من الاستعاذة، والاستعاذة بالله هي الاعتصام بالله.
وقوله: * (من الشيطان الرجيم) أي: الشيطان المرجوم.
وقوله تعالى: * (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا) أي: ليس له ولاية على الذين آمنوا. وقوله: * (وعلى ربهم يتوكلون) يقال معناه: أنه لا يقدر على إيقاعهم في ذنب ليس لهم منه توبة، وقيل: إنه لا يقدر على إدخالهم في الشرك وإغوائهم.
قوله تعالى: * (إنما سلطانه على الذين يتولونه) يعني: الذين يدخلون في ولايته ويتبعونه.
وقوله: * (والذين هم به مشركون) قال بعضهم: برب العالمين مشركون، وقال ثعلب: والذين هم به مشركون أي: لأجله مشركون أي: لأجل إبليس، وهذا معنى صحيح؛ لأن من يشرك بإبليس يكون مؤمنا بالله، فالمعنى هذا.
قوله تعالى: * (وإذا بدلنا آية مكان آية) قال أهل التفسير: كان النبي إذا نزلت عليه آية شدة، ثم نسخت، وأنزلت عليه آية لين، قال المشركون: انظروا إلى
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»