تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٨٨
* (برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون (71) والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون (72) ويعبدون من دون الله ما لا) * * وقوله: * (أفبنعمة الله يجحدون) يعني: بأن أنعم عليكم جحدتموه، واتخذتم غيره إلها معه.
قوله تعالى: * (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) فيه قولان: أحدهما: أن هذا في آدم - عليه السلام - فإن الله تعالى خلق حواء من بعض أضلاعه.
والقول الثاني: خلق من أنفسكم أزواجا أي: من جنسكم أزواجا.
وقوله: * (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) في الحفدة أقوال: روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: هم الأختان، وعنه أيضا أنه قال: هم الأصهار، ومعنى الآية على هذا القول: وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات تزوجونهم؛ فيحصل لكم بسببهم الأختان والأصهار.
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - ومجاهد وغيرهما أنهم قالوا: الخدم، وعن الحسن البصري قال: الأعوان، وقيل: [أولاد] الأولاد، وقيل: بنو المرأة من غيره.
والحفد في اللغة: هو الإسراع في العمل، وفي دعاء القنوت: وإليك نسعى ونحفد أي: نسرع، وقال الشاعر:
(حفد الولائد حولهن وأسلمت * بأكفهن أزمة الأجمال) وقيل: إن البنين هم الكبار، والحفدة هم الصغار، ويقال: في الآية تقديم وتأخير، ومعناه: وجعل لكم حفدة ومن أزواجكم بنين. وقوله: * (ورزقكم من الطيبات) يعني: من النعم الحلال.
وقوله: * (أفبالباطل يؤمنون) وهذا على طريق الإنكار. وقوله: * (وبنعمة الله هم
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»