* (فإن ربكم لرءوف رحيم (47) أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله) * * وقوله: * (فإن ربكم لرءوف رحيم) رحمته للكفار هي إمهالهم في العذاب.
قوله تعالى: (أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله) يتحول ظلاله، وأما الفرق بين الفيء والظل: فيقال: إن الظل بالغداة، والفيء بالعشي، ويقال: إن معناهما واحد.
وقوله: * (عن اليمين) أي: عن الأيمان؛ لأنه قد قال عقيبه: * (والشمائل) والظل دائر من جوانب الإنسان، فمرة يكون عن يمينه، ومرة يكون عن شماله، ومرة يكون قدامه، ومرة يكون خلفه.
وقوله: * (سجدا لله) أكثر السلف أن السجود هاهنا: هو الطاعة لله، وأن كل الأشياء ساجدة لله مطيعة من حيوان وجماد، وهذا محكي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن البصري، قال الحسن: يا ابن آدم، ظلك يسجد لله تعالى، وأنت لا تسجد، فبئس ما صنعت.
وذكر أبو عيسى الترمذي في جامعه برواية ابن عمر عن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي قال: أربع بعد الزوال قبل الظهر يعدلن مثلهن من السحر، وما من شيء إلا ويسجد لله في تلك الساعة، ثم تلا قوله تعالى: * (أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله) الآية.
قال الضحاك: المراد من سجود الظلال سجود الأشخاص، وذكر بعضهم أن معنى قوله: * (سجدا لله) أي: خاضعة ذليلة خادمة فيما أريد لها بأصل الخلقة، والأشياء.