تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٥٣
* (أنزلنا على المقتسمين (90) الذين جعلوا القرآن عضين (91) فوربك لنسألنهم) * * بعضهم: هو ساحر، وبعضهم يقول: هو شاعر، ومعنى الاقتسام: أنهم اقتسموا طرق مكة، وهذا قول معروف ذكره مجاهد وقتادة وغيرهما.
وقوله: * (الذين جعلوا القرآن عضين) قال أبو عبيدة: عضين مأخوذ من الإعضاء، (وزعم) الفراء: أنه من العضاة. وقال الكسائي: يجوز أن يكون منهما، ومعنى الآية أنهم جعلوا القرآن أبعاضا وأجزاء، فقال بعضهم: إنه أساطير الأولين، وقال بعضهم: إنه كهانة، وما أشبه هذا.
وفي الآية قول آخر: وهو أن معنى قوله: * (عضين) يعني: سموه سحرا، والعضة هي السحر، فتكون العضة والعضين بمعنى واحد، مثل عزة وعزين، قال الشاعر:
(وليس دين الله بالمعضي *) أي: بالمتفرق.
قوله تعالى: * (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) روى أنس عن النبي أنه قال: ' هو قول لا إله إلا الله '، وعن أبي العالية الرياحي قال: إن جميع (الخلق) يسألون عن شيئين: عن التوحيد، وعن إجابة المرسلين. وقيل: إن معنى قوله: * (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) يعني: جميع الأعمال التي يعملونها الداخلة تحت التكليف.
قوله تعالى: [* (فاصدع بما تؤمر)] قال القتيبي معناه: اظهر بما تؤمر، وأبن
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»