* (للمتوسمين (75) وإنها لبسبيل مقيم (76) إن في ذلك لآية للمؤمنين (77) وإن كان) * * وقد روي عن النبي: ' اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ' رواه عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي، ذكره أبو عيسى الترمذي في جامعه.
وروى ثابت عن أنس عن النبي أنه قال: ' من أمتي قوم يعلمون الناس بالتوسم ' وقوله: * (وإنها لبسبيل مقيم) أي: بطريق واضح لا يخفى ولا يندرس، وسماه مقيما لثبوت الآيات فيه، وقد كانوا يمرون عليها عند مضيهم إلى الشام ورجوعهم. وقوله: * (إن في ذلك لآية للمؤمنين) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين) قال أهل المعاني: ' إن ' للتأكيد، وكذا اللام في قوله * (لظالمين) ومعنى الآية: وقد كان أصحاب الأيكة ظالمين . والأيكة هي الغيضة، وقيل: هي الشجر الملتف، وقال قتادة: كان شجرهم دوما، وقال بعضهم: كانت أشجارهم مثمرة يأكلون منها رطبا بالصيف ويابسا بالشتاء، وقد قال في موضع آخر: * (ليكة) فيه قولان: أحدهما: أن الأيكة وليكة بمعنى واحد.
والآخر: أن الأيكة اسم البلاد، وليكة اسم القرية، قال أهل التفسير: وكان رسولهم شعيب النبي، وبعث إلى أهل مدين وإلى أهل الأيكة، فأما أهل مدين