* (الواحد القهار (48) وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد (49) سرابيلهم من) * * صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، وأما تبديل السماوات بتغيير حالها، وذلك بتكوير شمسها وقمرها، وانتثار نجومها، وكونها مرة كالدهان، وهو الأديم الأحمر، ومرة كالمهل، وقيل: إن معنى التبديل هو أنه يجعل السماوات جنانا والأرضين نيرانا، وقد صح عن النبي برواية مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ' يا رسول الله، قوله تعالى: * (يوم تبدل الأرض غير الأرض) أين يكون الناس حينئذ؟ فقال عليه السلام: على الصراط ' وإذا ثبت هذا فالأولى هو هذا القول.
أخبرنا بهذا الحديث أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، قال أبو الحسين بن فارس، قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا جدي محمد بن عبد الله، قال: نا سفيان بن عيينة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة عن النبي... الخبر.
وقوله: * (وبرزوا لله الواحد القهار) معناه: وخرجوا من قبورهم لله الواحد القهار يحكم فيهم بما أراد.
قوله: * (وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد) يقال: صفده إذا قيده، وأصفده إذا أعطاه، قال الأعشى:
(تضيفته يوما فأكرم مقعدي * وأصفدني على الزمانة قائدا) أصفدني أي: أعطاني. وقوله: * (مقرنين) أي: مجعولين بعضهم مع بعض في السلاسل والأقياد، وقيل: إنه يقرن كل كافر مع شيطان في كل سلسلة وقيد، ذكره الكلبي، ويقال: تجمع رجلاه إلى عنقه ويغل، فهو معنى قوله: * (مقرنين في الأصفاد).