تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٤١
* (فأصبحوا في ديارهم جاثمين (67) كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم إلا بعدا لثمود (68) ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن) * * وقوله: * (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) أي: ميتين. ويقال: إنهم سقطوا على وجوههم موتى عن آخرهم، ومنه جثم الطائر. ومنه الخبر المروي: ' نهى عن المجثمة '.
وقوله تعالى: * (كأن لم يغنوا فيها) معناه: كأن لم يقيموا فيها منعمين مسرورين.
وقوله: * (ألا إن ثمودا كفروا ربهم) أي: بربهم. وقوله: * (ألا بعدا لثمود) معناه كما قدمنا من قبل.
قوله تعالى: * (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) قال السدي: كانوا اثنى عشر ملكا. وقال غيره: كانوا تسعة من الأملاك.
ويقال: إنهم ثلاثة: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل. وقيل: جاءوا على صورة البشر.
وفي القصة: أن إبراهيم - صلوات الله عليه - كان لا يأكل إلا مع الضيف، ومكث خمس عشرة ليلة ولم يأته ضيف، ثم جاءه هؤلاء الملائكة. وقوله: * (بالبشرى) فيه قولان:
أحدهما: بالبشرى بإسحاق، والآخر: بالبشرى بإهلاك قوم لوط.
وقوله: * (قالوا سلاما) معناه: قالوا سلمنا سلاما * (قال سلام) قرئ بقراءتين: إحداهما: ' سلام ' وهو المعروف، والآخر: ' سلم ' قراءة حمزة والكسائي. أما قوله: * (سلام) معناه: جوابي سلام، أو قولي سلام. أما قوله: ' سلم ' قيل: إن السلم والسلام بمعنى واحد، كالحل، والحلال، والحرم والحرام. ويقال: إن ' السلم ' بمعنى
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»