تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٤٦
* (أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود (76) ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب (77) وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا) * * آتيهم عذاب غير مردود) أي: غير مصروف عنهم.
قوله: * (لما جاءت رسلنا لوطا) هؤلاء الرسل هم الذين كانوا عند إبراهيم جاءوا لوطا على صورة غلمان مرد، حسن وجوههم، نظيف ثيابهم، طيب [روائحهم].
وفي القصة: أنهم لقوا لوطا وهو يحتطب واستضافوه، فحمل الحطب وتبعه الملائكة، فمر معهم على جماعة من قومه فغمزوا فيما بينهم، فقال لوط لهم: إن قومي شر خلق الله، ثم إنه مر معهم على قوم آخرين منهم، فغمزوا - أيضا - فيما بينهم، فقال لوط - ثانيا -: إن قومي شر خلق الله تعالى، ثم إنه مر معهم على قوم آخرين، فتغامزوا فيما بينهم - أيضا - فقال لوط - ثالثا -: إن قومي شر خلق الله، وكان الله تعالى قال لجبريل: لا تهلكهم حتى يشهد لوط عليهم ثلاث مرات، فكان كلما قال لوط هذا القول قال جبريل للملائكة الذين معه: اشهدوا.
وقوله: * (سئ بهم) معناه: ساءه مجيئهم. وقوله: * (وضاق بهم ذرعا) يقال: ضاق ذرعا فلان بكذا إذا وقع في مكروه لا يطيق الخلاص عنه.
ومعنى الآية هاهنا: أنه ضاق ذرعا في حفظهم ومنع القول منهم.
قوله تعالى * (وقال هذا يوم عصيب) أي: شديد. قال الشاعر:
(فإنك إن لم ترض بكر بن وائل * يكن لك يوم بالعراق عصيب) أي: شديد. وقال آخر:
(يوم عصيب يعصب الأبطالا * عصب القوى السلم الطوالا) قوله تعالى: * (وجاءه قومه يهرعون إليه) الآية، يهرعون إليه معناه: يسرعون ويهرولون؛ وقد بينا أن لوطا قد مر معهم بهم. وفي رواية أخرى: أن الملائكة جاءوا إلى بيت لوط - عليه السلام - وكان لوط في داره، فذهبت امرأته السوء الكافرة إلى قومه وأخبرتهم مجيء هؤلاء فلما سمعوا جاءوا لقصد الفاحشة.
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»