تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٤٥
* (لوط (74) إن إبراهيم لحليم أواه منيب (75) يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء) * * نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله واجملوا في الطلب '. وقوله: * (وجاءته البشرى) قيل: إن البشرى بإسحاق ويعقوب. وقيل: إنها بإهلاك قوم لوط. وقوله: * (يجادلنا) معناه: جعل إبراهيم يجادلنا، والمجادلة هاهنا كما قال في سور الذاريات والحجر: * (قال فما خطبكم أيها المرسلون) فإن قيل: كيف يجوز أن يجادل إبراهيم ربه في شيء قضاه وأمر به؟
الجواب: أن هذه المجادلة كانت مع اللائكة لا مع الرب، وإنما قال: * (يجادلنا) على توسع الكلام. وفي التفسير: أن مجادلته كانت أنه قال للملائكة: أرأيتم لو كان في مدائن قوم لوط خمسون من المؤمنين أتهلكونهم؟ قالوا: لا. قال: أفرأيتم إن كان فيهم أربعون أتهلكونهم؟ قالوا: لا، فما زال ينقص عشرة عشرة حتى بلغ خمسة نفر وكان عند إبراهيم أن امرأة لوط مؤمنة. وكانت هي الخامسة، ولم يعلم أنها كافرة، فما بلغ عدد المؤمنين خمسة * (في قوم لوط).
وقوله تعالى * (إن إبراهيم لحليم أواه منيب) قد بينا من قبل. وروي عن بكر بن عبد الله المزني قال: المنيب هو الذي يكون قلبه مع الله تعالى. وحقيقة الإنابة: هي الرجوع، يقال: ناب وآب وأناب، إذا رجع.
قوله تعالى * (يا إبراهيم أعرض عن هذا) معنى الآية: أن الملائكة قالوا: يا إبراهيم أعرض عن المجادلة.
قوله: * (إنه قد جاء أمر ربك) أي: قضاء ربك وحكم ربك. وقوله: * (وإنهم
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»