تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٤٢
* (جاء بعجل حنيذ (69) فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط (70) وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن) * * الصلح، فمعناه: أنا أطلب السلامة منكم.
وقوله: * (فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) فهذا دليل على أن الضيف ينبغي أن يعجل له [بشيء] يأكله، وهو سنة إبراهيم - صلوات الله عليه - وقوله: * (أن جاء بعجل حنيذ) العجل: ولد البقرة، والحنيذ: هو المحنوذ، وهو المشوي على الحجارة المحماة يخد له في الأرض خدا فيشوى فيه. وروي أنه كان سمينا يسيل دسما.
قوله تعالى: * (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه) أي: لما رآهم لا يأكلون؛ فإن الملائكة لا تأكل. قوله: * (نكرهم) أي: أنكرهم، قال الشاعر:
(فأنكرتني وما كان الذي نكرت * من الحوادث إلا الشيب والصلعا) وقوله: * (وأوجس منهم خيفة) كان إبراهيم - صلوات الله عليه - نازلا على طرف من الناس، فلما دخل عليه هؤلاء القوم ولم يأكلوا خاف انهم جاءوا لبلية وقصد مكروه، وعادة العرب أن القوم إذا أكلوا من الطعام أمنوا منهم، وإذا لم يأكلوا استشعروا خوفا، فهذا معنى قوله: * (وأوجس منهم خيفة) وقوله: * (وأوجس) أي: فاضمر منهم خوفا. وقوله: * (قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط) معناه: إنا ملائكة أرسلنا ربنا إلى قوم لوط.
وقوله: * (وامرأته قائمة) في مصحف ابن مسعود: ' وامرأته قائمة وهو قاعد ' وهي سارة بنت هاران، فيقال: إن سارة كانت تخدمهم وإبراهيم يتحدث معهم. ويقال: إن سارة كانت قائمة وراء الستر.
قوله: * (فضحكت) الأكثرون على أن الضحك هاهنا هو الضحك المعروف، وقال مجاهد وعكرمة: فضحكت، أي: حاضت. يقال: ضحكت الأرنب، إذا حاضت.
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»