تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٠٣
* (عصيت قبل وكنت من المفسدين (91) فاليوم تنجيك ببدنك لتكون لمن خلقك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون (92) ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق) * * لا إله إلا الله '. وفي رواية: ' لئلا يثنى مخافة أن يغفر الله له '.
قال أبو عيسى: والحديث صحيح في الجملة.
وقوله تعالى: * (فاليوم ننجيك ببدنك) في البر، قرىء: ' ننحيك ببدنك ' بالحاء [من التنحية]، والمعروف بالجيم أي: نلقيك على نجوة من الأرض. والنجوة: المكان المرتفع. في القصص: أن فرعون لما غرق قالت بنو إسرائيل: هو أجل من أن يغرق، فلم يصدقوا موسى أنه قد غرق، فأمر الله تعالى الماء حتى ألقاه على وجهه؛ وهذا معنى قوله: * (ننجيك ببدنك) وقوله: * (ببدنك) فيه قولان:
أحدهما: بدرعك، وكان له درع مشهور من اللؤلؤ مرصع من الجواهر، فرأوه في درعه فصدقوا.
والقول الثاني: ببدنك يعني: بجسد لا روح فيه.
قوله: * (لتكون لمن خلفك آية) أي: عبرة. وقوله: * (وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون) ظاهر المعنى.
وقوله تعالى * (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق) أي: أنزلنا بني إسرائيل مبوأ صدق أي: أنزلنا بني إسرائيل منازل صدق. وقيل: إن تلك المنازل هي مصر. وقيل: إنها الشام. وقوله: * (مبوأ صدق) يعني: بصدقهم وإيمانهم. وقوله: * (ورزقناهم من الطيبات) معلوم. وقوله: * (فما اختلفوا حتى جاءهم العلم) يعني: التوراة، فإنهم اختلفوا بعد نزول التوراة وذهاب موسى اختلافا شديدا. ثم قال: * (إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) ظاهر المعنى.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»