تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٩٨
* (المعتدين (74) ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين (75) فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين (76) قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون (77) قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين (78) وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم (79) فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون (80) فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن) * * قبل * (كذلك يطبع الله على قلوب المعتدين) يعني: يختم على قلوب المعتدين.
قوله تعالى: * (ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين) معناه ظاهر. والآية التي تليها كذا معلوم المعنى.
قوله تعالى: * (قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا) معناه: لتصرفنا. وقال قتادة: لتلفتنا: لتلوينا، وقاله ثعلب من المتأخرين. وقوله: * (وتكون لكما الكبرياء في الأرض) قال مجاهد: الكبرياء: الملك؛ وإنما سمي الملك الكبرياء؛ لأنه أكبر ما يطلب في الدنيا. وقيل: معنى الكبرياء: هو العظمة. وقيل: معناه: الغلبة.
قوله: * (وما نحن لكما بمؤمنين) أي: بمصدقين.
قوله تعالى: * (وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم) في القصص: أنه جمع سبعين ألف ساحر.
وقوله: * (فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون) أي: اطرحوا ما أنتم طارحون.
وقوله: * (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر) وقد بينا معنى السحر من قبل. * (إن الله سيبطله) أي: سيذهبه * (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) معناه معلوم. وفي القصص أنهم كانوا سبعين ألفا، مع كل واحد منهم حبل وعصا، فألقوا تلك الحبال والعصي، فجعلت تخيل في أعين الناس كأنها ثعابين وحيات.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»