* (ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثبابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور (5) وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين (6) وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه) * * يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور) قال الأزهري وغيره: معنى الآية من أولها إلى آخرها: إن الذين أضمروا عداوة النبي لا يخفى علينا حالهم. وفي بعض التفاسير: أن رجلا كان يبطن عداوة النبي وكان يختلف إليه ويظهر المحبة له، فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.
قوله تعالى: * (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) الآية. الدابة: كل ما يدب على الأرض من الحيوانات. وقوله: * (إلا على الله رزقها) أي: إن الله يسبب ويسهل رزقها.
قال أهل المعاني: هذا على المشيئة، لأنه قد يرزق وقد لا يرزق. وقوله: * (ويعلم مستقرها ومستودعها) في الآية أقوال:
روى مقسم عن ابن عباس أنه قال: المستقر: هو المكان الذي يأوي إليه، والمستودع: هو المكان الذي يدفن فيه.
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: المستقر: هو أرحام الأمهات، والمستودع: هو الموضع الذي يدفن فيه.
وقال بعضهم: المستقر: هو الذي يستقر عليه عمله، والمستودع: هو الذي يصير إليه أمره في العاقبة.
ويقال: المستقر: أرحام الأمهات، والمستودع: هو أصلاب الآباء. وهذا مروي عن ابن عباس أيضا.
وقوله: * (كل في كتاب مبين) في اللوح المحفوظ.
قوله تعالى: * (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) قد بينا من قبل.