تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٠٤
* (ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (93) فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (94) ولا تكونن) * * قوله تعالى: * (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك) في الآية سؤال معروف، وهو: أنه قال: * (فإن كنت في شك) كيف يجوز أن يكون الرسول في الشك حتى يقول له: فإن كنت في شك؟.
الجواب من وجوه: أحدها: أن الخطاب معه والمراد منه قومه، وهذا مثل قوله تعالى: * (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) وأمثالها كثيرة.
وقال بعضهم: تقديره: فإن كنت في شك أيها الشاك فأسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك.
والوجه الثاني: أن معنى الآية: ما كنت في شك.
وقوله: * (فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) زيادة تثبيت؛ والذين يقرءون الكتاب: هم الذين أسلموا من اليهود، مثل عبد الله بن سلام، وابن يامين وغيرهما.
والوجه الثالث: هذا على عادة كلام العربي، فإن الرجل يقول لابنه: افعل كذا إن كنت ابني، ولا يكون هذا على الشك، وكذا يقول لغلامه: أطعمني إن كنت عبدي، ولا يكون على الشك.
وقوله: * (فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) فقال: مرهم * (فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) من الشاكين، ومعناه: دم على اليقين الذي أنت عليه.
الوجه الأول اختيار الزجاج وغيره من أهل المعاني.
وقوله تعالى: * (ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله) إلى آخر الآية ظاهر
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»