تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٥٥
* (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم (115) إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير (116) لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين) * * وعن أبي عمرو بن العلاء قال: معناه: حتى يحتج عليهم بالأمر.
سبب نزول الآية: أن قوما كانوا أتوا النبي فأسلموا، ولم تكن الخمر حرمت ولا القبلة صرفت، فرجعوا إلى قومهم وهم على ذلك، ثم حرمت الخمر (و) صرفت القبلة ولم يكن لهم علم بذلك، فلما قدموا بعد ذلك للمدينة وجدوا الخمر قد حرمت والقبلة قد صرفت، فقالوا للنبي: قد كنت على دين ونحن على (غيره) فنحن ضلال؟ فأنزل الله * (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون).
وفي الآية قول آخر؛ وهو: أن الآية في الاستغفار للمشركين؛ فإن جماعة من الصحابة كانوا استغفروا لآبائهم ولم يعلموا أن ذلك لا يجوز، فلما أنزل النهي عنه خافوا على أنفسهم خوفا شديدا؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى: * (إن الله بكل شيء عليم)، وكذا الآية التي تليها معلوم المعنى إلى آخرها.
قوله تعالى: * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) معنى قوله: * (لقد تاب الله) لقد تجاوز الله. وقيل: لقد صفح الله. وقوله * (الذين اتبعوه في ساعة العسرة) معناه: في وقت العسرة، وكانت غزوة تبوك تسمى غزوة العسرة، وكذلك ذلك الجيش يسمى جيش العسرة؛ والعسرة: الشدة، وكانت عليهم عسرة في الظهر والزاد والماء، فروي أن الاثنين والثلاثة فما زاد كانوا يعتقبون البعير الواحد. وروي أنهم كانوا فني زادهم حتى كان الرجلان يقتسمان التمرة بينهما. هكذا حكي عن
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»