تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٥١
* (حكيم (110) إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) * * الملل كلهم أمروا بالجهاد وجعل ثوابهم الجنة، وقد بينا معنى التوراة والإنجيل والقرآن.
وقوله: * (ومن أوفى بعهده من الله) معناه معلوم * (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به) معناه: فافرحوا ببيعكم الذي بايعتم به * (وذلك هو الفوز العظيم).
روي في الأخبار أن هذه الآية: لما نزلت قال أصحاب رسول الله: ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل. وعن عمر - رضي الله عنه - قال: إن الله بايعك وجعل الصفقتين لك. وعن بعض التابعين أنه قال: ثامن فأغلى في الثمن، وبايع فأغلى في العوض. وعن الحسن البصري أنه قال: إن الله تعالى أعطاك الدنيا فاشتر الجنة ببعضها من الله.
قوله تعالى: * (التائبون العابدون) الآية التائبون: هم الذين تابوا من الشرك. وقيل: هم الذين تابوا من جميع المعاصي. والعابدون: هم الذين عبدوا الله بالتوحيد، وقيل: بسائر الطاعات. و * (الحامدون) فيه قولان:
أحدهما: أنهم [هم] الذين يحمدون الله على كل حال في السراء والضراء.
والقول الثاني: أنهم الذين يحمدون الله على الإسلام.
وقوله: * (السائحون) فيه أقوال:
(أحدهما): أنهم الصائمون. هكذا روي عن ابن مسعود، وابن عباس. وفي بعض الأخبار أن النبي قال: ' سياحة أمتي: الصيام '. (وقال) سفيان بن عيينة: سمى الصائم سائحا؛ لأنه ترك المطعم والمشرب والمنكح.
والقول الثاني: أن السائحين: هم المجاهدون في سبيل الله. وفي بعض الأخبار أن
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»