تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩٣
* (صدور قوم مؤمنين (14) ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم (15) أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون (16) ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك) * * حيكم) روي عن النبي أنه قال يوم فتح مكة: ' ارفعوا السيف إلا خزاعة عن بني بكر إلى العصر '.
قوله تعالى: * (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) الآية، قال أهل التفسير: لما أمر الله تعالى نبيه بالقتال ظهر المنافقون، فأنزل الله تعالى هذه الآية * (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) والمراد من العلم هاهنا: العلم الذي يقع الجزاء عليه، وهو العلم بعد الوجود لاعلم الغيب الذي لا يقع الجزاء عليه * (ولما يعلم الله) يعني: ولم يعلم الله * (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) قال الفراء: الوليجة: البطانة، وهو خاصة الإنسان الذي يفشي سره إليه، فصار معنى الآية * (ولما يعلم الله) ولم يعلم الله الذين جاهدوا منكم، ولم يعلم الذين امتنعوا أن يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة * (والله خبير بما تعملون) ظاهر.
قوله تعالى: * (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله) معنى الآية: نفي أهلية عمارة المسجد الحرام عن المشركين.
قوله * (شاهدين على أنفسهم بالكفر) و ' شاهدين ' نصب على الحال، وأما شهادتهم على أنفسهم بالكفر: هي سجودهم للأصنام، وقولهم في التلبية: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك، إلا شريكا هو لك تملكه وما ملكك.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»