تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٦٤
* (الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون (36) ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون (37) قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت) * * أحدهما: أن الآية في المطمعين يوم بدر، وهم اثنا عشر نفرا من رؤس المشركين: أبو جهل بن هشام، والحارث بن هشام، وأبي بن خلف، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج، وأبو البختري بن هشام، وحكيم بن حزام، والنضر بن الحارث، وزمعة بن الأسود، والعباس بن عبد المطلب؛ لأن كل واحد منهم كان كل يوم ينحر عشرة أبعرة ويطعم الجيش.
والقول الثاني: أن هذا في أبي سفيان بن حرب استأجر ثلاثة آلاف رجل من الأحابيش يوم أحد لقتال النبي - عليه السلام - فنزل قوله تعالى: * (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ثم تكون حسرة عليهم يوم القيامة ثم يغلبون).
قال الحسن: أشد الناس حسرة يوم القيامة من يرى ماله في ميزان غيره * (والذين كفروا إلى جهنم يحشرون).
قوله تعالى: * (ليميز الله الخبيث من الطيب) أي: ليفرق الله الخبيث من الطيب؛ الخبيث: ما أنفق من الحرام، والطيب: ما أنفق من الحلال. وقيل: الخبيث ما أنفق في المعصية، والطيب ما أنفق في الطاعة.
* (ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا) أي: يجمعه جميعا؛ يقال: سحاب مركوم إذا كان بعضه على بعض * (فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون).
وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: إن الله تعالى يجمع الدنيا يوم القيامة، فيأخذ ماله ويطرح الباقي في النار. ولأي معنى يطرحه في النار؟ قيل: ليضيق المكان على الكفار، وقيل: لتكون الحسرة أشد عليهم إذا نظروا إليها.
قوله تعالى: * (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) قال يحيى بن
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»