تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٨٨
* (السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا) * * قوله تعالى: * (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام).
قال مجاهد: هي من يوم الأحد إلى الجمعة، فإن قيل: كيف قال: في ستة أيام، ولم تكن أيام حين خلق السماوات والأرض؟ قيل: وما يدرينا أنها لم تكن، بل كانت؛ فإن الله - تعالى - أخبر، وقوله وخبره صدق، وقيل: يجوز أن يكون المراد به على تقدير ستة أيام، فإن قيل: وما الحكمة في خلقها في ستة أيام، وكان قادرا على خلقها في طرفة عين؟ قيل: لأن خلقها على التأني أدل على الحكمة، فخلقها على التأني ليكون أدل على حكمته، ولطف تدبيره، وفيه أيضا تعليم الناس، وتنبيه العباد على التأني في الأمور، وفي الخبر ' التأني من الله، والعجلة من الشيطان '.
* (ثم استوى على العرش) أول المعتزلة الاستواء بالاستيلاء، وأنشدوا فيه:
(قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق) (وأما أهل السنة فيتبرءون من هذا التأويل، ويقولون: إن الاستواء على العرش صفة لله - تعالى - بلا كيف، والإيمان به واجب، كذلك يحكى عن مالك بن أنس، وغيره من السلف، أنهم قالوا في هذه الآية: الإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
* (يغشى الليل النهار) أي: يغطي الليل على النهار، وفيه حذف، وتقديره: يغشي الليل النهار، ويغشي النهار الليل؛ كما قال في آية أخرى: (* (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) * يطلبه حثيثا) أي: سريعا، وذلك أنه لما كان
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»