تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٣٠
* (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان) * * الأمهات، وعن ابن مسعود أنه قال: المستقر: أرحام الأمهات، والمستودع: القبور، وفيه قول ثالث: أن المراد بالمستقر الدنيا والمستودع: الآخرة، ويقرأ: ' فمستقر ' بكسر القاف، وتقديره: فمنكم مستقر، ومنه مستودع * (قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون).
قوله - تعالى -: * (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء، فأخرجنا منه خضرا) هو الغصن الطري * (نخرج منه حبا متراكبا) أي: متراكما بعضه على بعض * (ومن النخل من طلعها قنوان دانية) الطلع: ما يخرج من شجر النخل، والقنوان: العذوق، واحدها: قنو، والعذق: أصل الشجرة، والعذق: الكباسة، والعذق والقنو واحد، وقال الشاعر:
(أثيث كقنو النخلة المتعثكل *) وقال أيضا:
(فأثت أعاليه (ودقت) أصوله * يميل به قنو) من البسر أحمرا) وأما ' الدانية ' قال البراء بن عازب: * (قنوان دانية) أي: قريبة المتناول، وفيه حذف وتقديره: قنوان دانية وغير دانية أي: قريبة، المتناول وبعيدة المتناول، فحذف أحدهما اختصارا؛ لسبقه إلى الأفهام، ومثله قوله: * (سرابيل تقيكم الحر) وتقديره: تقيكم الحر والبرد، قوله: * (وجنات من أعناب) يقرأ بكسر التاء، ورفعها * (والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه) أي: مشتبها يشبه بعضه بعضا في الورق، وغير متشابه في الثمر والطعم، وهكذا يكون الزيتون مع الرمان، فإن ورق الزيتون يشبه ورق الرمان، وقيل: تكون أوراقه إلى أصل الشجرة كأوراق الرمان، ثم يخالف
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»