تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٢٥
* (أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (91) وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين) * * غير الحق؛ فنزعوه عن الحبرية، وأجلسوا مكانه كعب بن الأشرف.
* (تجعلونه قراطيس تبدونها) أي: تكبون منها كتبا تبدونها * (وتخفون كثيرا) أي: تخفون ما فيه نعت محمد، وتبدون منها ما ليس فيه نعت محمد * (وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا (آباؤكم)) قيل: هو راجع إلى اليهود، وقيل: هو خطاب للصحابة.
قال الله - تعالى -: (يعني: قل من أنزله) وهو راجع إلى ما تقدم * (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) وكل من خاض فيما لا ينفح به فهو لاعب.
قوله - تعالى -: * (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) يصف القرآن بالبركة: وأصل البركة الثبوت، ومنه بروك البعير إذا ثبت واستقر، ومنه قوله: * (تبارك الذي بيده الملك) أي: ثبت له ما يستحقه من التعظيم والجلال فيما لم يزل ولا يزال.
* (مصدق الذي بين يديه) يعني: من الكتب المنزلة قبله * (ولتنذر أم القرى) يعني: أهل أم القرى * (ومن حولها) وأم القرى مكة: وسميت أم القرى؛ لأن سائر القرى [يقصدونها ويأتونها]، وقيل: لأن الأرض دحيت من تحتها، (وقيل: لأنها) معظمة تقصد بالتعظيم، ومنه سميت الأم أما؛ لأنها تعظم، وقد قال: ' إن المدينة قرية تأكل سائر القرى ' يعني: أن أهل المدينة يقتحمون سائر القرى
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»