تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٢٦
* (يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون (92) ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) * * بالسيف.
* (والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون).
فإن قيل: اليهود والنصارى يؤمنون بالآخرة، ولا يؤمنون به، فما معنى قوله ' والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به '؟ قيل: أراد به المؤمنين؛ لأنهم الذين يؤمنون بالآخرة حقيقة، فأما الذين يؤمنون بالآخرة، ولا يصدقون محمدا، وما جاء به؛ فكأنهم لم يؤمنوا بالآخرة على الحقيقة.
قوله - تعالى -: * (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء) قال ابن عباس: ' [نزل] هذا في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان قد أسلم؛ فجعله النبي كتابا للوحي، وكان يملي عليه الوحي؛ فيكتب، فقيل: إنه كان يملي عليه: ' إن الله سميع عليم '، فيكتب: ' إن الله غفور رحيم ' ويملي عليه: إن الله غفور رحيم ' فيكتب: ' إن الله عليم حكيم ' هكذا كان يبدل؛ فروى أنه لما نزل قوله - تعالى -: * (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين...) الآية فأملى النبي ذلك؛ فلما رأى تفضيل خلق الله تعجب، وقال: تبارك الله أحسن الخالقين، فقال له النبي: هكذا أنزل * (فتبارك الله أحسن الخالقين) فشك الرجل في الوحي، وقال: أوحي إلي كما يوحى إليه، وارتد عن الإسلام ' فقوله: * (أو قال أوحي إلي) هو هذا.
وقيل: نزلت الآية في مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، خرجا باليمن، وادعيا
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»