تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٠٠
* (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون (79) وقالوا) * * من كان هودا أو نصارى) ومن قولهم: * (نحن أبناء الله وأحباؤه) فعلى قوله هذا ' إلا ' بمعنى ' لكن ' يعنى: لا يعلمون الكتاب لكن يتمنون أشياء لا تحصل لهم.
* (وإن هم إلا يظنون) قال مجاهد: يكذبون. ولم يعرف أهل البصرة الظن بمعنى الكذب؛ فقالوا: معناه: إلا يخرصون.
قوله تعالى: * (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) فيه قولان:
أحدهما: أنهم كانوا يكتبون من عندهم أشياء، ثم يقولون للأعراب: هذا من عند الله، يبتغونها منهم. وقيل: أراد به ما غيروا بأيديهم من نعت محمد في التوراة؛ فإنه كان فيها أنه أكحل أعين، ربعة، سبط الشعر، فكتبوا فيها أنه أشقر، أزرق طويل القامة، جعد الشعر.
* (ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم ما كتبت أيديهم) اختلفوا في الويل؛ قال أبو سعيد الخدري ويروي ذلك مرفوعا عن النبي أيضا ' إن الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر سبعين خريفا '.
وقال عثمان: هو جبل من نار. وأصل الويل: الهلاك ودعاء العذاب، فإن قيل: ما
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»