تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٠٥
* (والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) * * قال السدى في كشف معنى الآية: إنهم أمروا بأربعة أشياء: أن لا يقتل بعضهم بعضا. وأن لا يخرج بعضهم بعضا. وأن لا يتعاونوا على الإثم والعدوان. وأن يفادوا الأسارى. فخالفوا في الثلاث وامتثلوا في المفاداة.
والقصة فيه: أن بني قريظة كانوا حلفاء الأوس، وبنو النضير كانوا حلفاء الخزرج وكانت بين القبيلتين مقاتلة، فوقعت المقاتلة بين حلفاء القبيلتين، ثم إذا وقع أسير من حلفاء إحدى القبيلتين في يد أخرى القبيلتين فأداه حلفاء القبيلة الأخرى، مع كون الأسير من عدوهم، فإذا قيل لهم: لم تفادون؟ قالوا: أمرنا بالمفاداة. فإذا قيل لهم: لم تقاتلون؟ قالوا: نحن حلفاؤهم فلابد لنا من القتال معهم فهذا معنى الآية.
وقوله تعالى: * (فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا) يقال: خزي يخزى خزيا، من الذل والهوان. وخزي يخزي خزاية. من الخجل والاستحياء والافتضاح. ومنه قول الشاعر:
(والموت خزيان ينظر خزيان *) أي: مستحي.
* (ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعلمون).
* (أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة) اختاروا الدنيا على الآخرة.
* (فلا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينصرون) يمنعون العذاب.
قوله تعالى: * (ولقد آتينا) أعطينا * (موسى الكتاب) التوراة * (وقفينا من بعده بالرسل) أتبعنا. أي: يقفو رسول رسولا.
* (وآتينا عيسى ابن مريم البينات) فيه قولان؛ أحدهما: أنها المعجزات التي أوتى
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»