* (قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون (74)) * * الأحجار * (وإن منها لما يهبط من خشية الله) أي ينزل من مخافة الله.
فإن قيل: الحجر جماد لا يفهم؛ فكيف يخشى؟! قلنا: قد قال أهل السنة: إن لله تعالى علما في الموات لا يعلمه غيره.
وقيل: إن الله تعالى يفهمهم ويلهمهم ذلك فيخشون بإلهامه، وبمثل هذا وردت الأخبار.
فإنه روى: ' أن النبي كان علي ' ثبير ' والكفار يطلبونه، فقال الجبل: أنزل عني فإني أخاف أن تؤخذ على فيعاقبني الله بذلك. فقال له جبل حراء: إلى يا رسول الله '.
وروى عن النبي أنه قال: ' كان حجر يسلم على بمكة قبل أن أبعث، وأنا أعرفه الآن ' الخبر صحيح.
وفي الباب حديث أنس وسهل بن سعد، ' أن رسول الله كان يخطب إلى جذع في المسجد قائما، فلما اتخذ له المنبر تحول إليه فلما رقاه حن الجذع '.
ويروي: ' أنه خار كما يخور الثور، حتى ارتج المسجد؛ فنزل رسول الله من المنبر وكان الجذع يخور حتى التزمه فسكن. فخيره النبي بين أن يكون شجرة في الدنيا أو شجرة في الجنة، فاختار الجنة، فأمر به فدفن '.