تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٩٧
* (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (75) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا) * * وقد قال مجاهد: لا ينزل حجر من [الأعلى] إلى الأسفل إلا من خشية الله.
ويشهد لكل ما قلنا. قوله تعالى: * (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله).
* (وما الله بغافل عما تعملون) أي: يشاهد ما تصنعون.
قوله تعالى: * (أفتطمعون) أي: ترجون * (أن يؤمنوا لكم) أي: يصدقونكم بما تخبرونهم به. * (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه) وفيه قولان: أحدهما: أنهم سمعوا التوراة ثم حرفوا ما فيها من الأحكام ونعت محمد.
القول الثاني: أنه أراد به السبعين الذين حملهم موسى إلى الطور حين قالوا: إن كنت ترى الله فينبغي أن نرى الله، وإن كنت تسمع كلام الله؛ فينبغي أن نسمع كلام الله. فقال موسى: أما أنا فلا أرى الله، ولكني أسمع كلامه، ثم سأل موسى ربه تعالى أن يسمعهم كلامه فقال الله تعالى: مرهم فليصوموا كذا وليغسلوا أو ليلبسوا ثيابا جددا نظيفة، ثم ليحضروا ففعلوا ذلك. وسمعوا كلام الله.
وفي التفسير: أنه قال لهم: أنا الله لا إله إلا أنا، أخرجتكم من مصر بيد شديدة فاعبدوني ولا تشركوا بي شيئا، وافعلوا كذا، وكذا فلما سمعوا كلامه، خرجت أرواحهم وماتوا فأحياهم الله تعالى فقالوا لموسى: إنا لا نطيق أن نسمع كلامه، فاسمع أنت، وبلغنا إياه. ثم رجعوا إلى قومهم قالوا: قد سمعنا كلام الله، وقد أمرنا أن نفعل كذا وكذا، لكنه قال: افعلوا إن شئتم أو إن استطعتم.
وفي رواية قال: لا ترتكبوا كذا وكذا إلا أن يكون لكم بد؛ فارتكبوا، فهذا معنى
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»