تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٩٤
* (ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون (71) وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم * * اعترضوا بقرة فذبحوها؛ حصل مرادهم '.
قوله تعالى: * (وإذ قتلتم نفسا) هذا في التلاوة مؤخر، وفي المعنى مقدم؛ لأنه أول القصة. * (فادارأتم فيها) أي: اعوججتم ومنه قول الشاعر:
(فنكب عنهم درء الأعادي * وداووا بالجنون من الجنون) أي: اعوجاجهم.
وقيل: معناه: تدافعتم إذا كان يحيل بعضهم على بعض وأصل [الدرء] الدفع.
قوله تعالى: * (والله مخرج ما كنتم تكتمون) أي: مظهر ما كنتم تكتمون؛ فإن القاتل كان يكتم القتل.
قوله تعالى: * (فقلنا اضربوه ببعضها) أمر الله تعالى أن يضرب المقتول بعض البقرة. واختلفوا في ذلك البعض؛ قال ابن عباس وأكثر المفسرين: كان ذلك من الغضروف إلى الكتف. قال مجاهد: وهو عجب الذنب. وقال غيره: هو الفخذ. وقال بعضهم: اللسان.
وقيل: بعض منها لا بعينه؛ أي بعض: كان.
* (كذلك يحيى الله الموتى) لأنه أراهم إحياء المقتول حين ضرب ببعض البقرة. وفي القصة: أنه لما ضرب ببعضها قام حيا وقال: ' قاتلي فلان '، ثم سقط ميتا؛ فحرم قاتله الميراث.
وفي الخبر: أن النبي قال: ' ما ورث قاتل بعد صاحب البقرة '.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»