* (امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا (128) ولن) * * ويفتيكم في المستضعفين من الوالدان، وهم الصغار * (وأن تقوموا لليتامى بالقسط) أي: بالعدل * (وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما).
قوله تعالى: * (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا) النشوز: هو الارتفاع، والمراد به، ارتفاع الزوج، والتكبر بنفسه على الزوجة، ومنه النشز. * (أو إعراضا) يعنى: أو خافت إعراضا من الزوج * (فلا جناح عليهما أن يصلحا) وقرئ: ' أن يصالحا بينهما صلحا ' يعني: بين الزوجين، واختلفوا فيمن نزلت الآية، قال بعضهم: نزلت في امرأة رافع بن خديج، فإنها كبرت، وتزوج رافع عليها شابة وخافت أن يعرض عنها؛ فنزلت الآية.
وقوله: * (أن يصلحا بينهما صلحا) يعني: أن يترك شيئا من القسم، وترضى بأن يكون القسم للشابة أكثر، وقيل: هو الصلح عن المهر بالإبراء، ونحوه، والقول الثاني: أن الآية نزلت في سودة بنت زمعة؛ أراد النبي أن يطلقها؛ فقالت: لا تطلقني، قد وهبت ليلتي لعائشة، فلا تطلقني حتى أحشر يوم القيامة في زمرة نسائك.
* (والصلح خير) قيل: أراد به: الصلح خير من الفرقة، وقيل: أراد به: الصلح خير من النشوز، والإعراض * (وأحضرت الأنفس الشح) والشح: البخل، وقيل: هو أقبح البخل، وحقيقته: الحرص على منع الخير، وأراد به: شح الزوجين على حقيهما * (وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا).