تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٤٧٥
* (اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا (103) ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان) * * (من قتالهم، فشد القوم أمثالكم لهم * شعر في الرأس لا ينشرون إن قتلوا) * (وترجون من الله ما لا يبرجون) أي: وتأملون من الله مالا يأملون، من الظفر في الدنيا، والثواب في الآخرة، وقال الفراء والكسائي: الرجاء بمعنى الخوف، وكل راج خائف؛ لأنه يخاف ألا يدرك المأمول، ومنه قوله تعالى: * (ما لكم لا ترجون لله وقارا) وأجمعوا على أن معناه: لا تخافون لله عظمة، قال الشاعر:
(لا ترتجي إذا تلاقى الزائدا * أسبعة تلقى معا أم واحدا) * (وكان الله عليما حكيما) قوله تعالى: * (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق) سبب نزول الآية: ما روى ' أن طعمة بن أبيرق من بني ظفر بن الحارث سرق درعا، فلما أتاهم به ألقاه في دار يهودي، وقال: إنه سرق وفي رواية: أودعه عند يهودي فلما ظهر، قال: إن اليهودي سرقه؛ فجاء قومه إلى النبي وهم بنو ظفر بن الحارث؛ ليدافعوا عنه، وهم النبي بدفع السرقة عنه، وقطع يد اليهودي، وكان عند قومه أنه السارق؛ فنزل قوله: * (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق) أي: لتحكم بالحق. * (لتحكم بين الناس بما أراك الله) أي: بما علمك، وحكى عن ابن عباس أنه قال: إياك والرأي فإن
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»