* (والله لا يهدي القوم الظالمين (86) أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (87) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون (88) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم (89) إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون (90) إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل) * * فإن قال قائل: لم قال: * (والناس أجمعين) فكذلك يتناول نفسه أيضا، فكيف يلعن على نفسه؟ قيل: أراد في القيامة يلعن بعضهم بعضا، ويلعنون أنفسهم. وقيل: إنهم يلعنون الظالمين والكافرين؛ فذلك لعنهم على أنفسهم؛ لأن من لعن الظالمين والكافرين، وهو ظالم وكافر فقد لعن نفسه.
* (خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) يعني بهذا: الحارث بن أوس؛ فإنه تاب وأسلم فقبلت توبته.
قوله - تعالى -: * (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم) هذا في قوم كانوا مع الحارث بن أوس وارتدوا، فلما رجع هو إلى الإسلام أمسكوا عن الإسلام أولئك القوم، وقالوا: نتربص الدهر بمحمد، فإن ساعده الزمان، ونفذ أمره نرجع إلى دينه؛ فنزلت الآية.
* (إن الذين كفروا بعد إيمانهم) أي: ارتدوا عن الإسلام بعد إيمانهم * (ثم ازدادوا كفرا) بقولهم: إنا نتربص بمحمد ريب المنون * (لن تقبل توبتهم) قال أبوالعالية: لأنهم لم يكونوا محققين للتوبة، بل كانوا متربصين * (وأولئك هم الظالون) وقيل: أراد به: الذين كفروا بعد إيمانهم بعيسى؛ ازدادوا كفرا بمحمد * (لن تقبل توبتهم) عند الناس * (وأولئك هم الظالون).
قوله تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به) يعني: لو افتدى به، و ' الواو ' زائدة مقحمة، وقيل: تقدير الآية: فلن يقبل من أحدهم أن يتبرع بملء الأرض ذهبا، ولو افتدى به أيضا لا يقبل * (أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين).
قوله تعالى: * (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قال ابن مسعود وعمرو بن ميمون