تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٣٥
* (القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (77) وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (78) ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم) * * قوله تعالى: * (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب) أي: يغيرون، ويحرفون الكتاب بألسنتهم. وقيل: يعدلون بألسنتهم عن الكتاب * (لتحسبوه) لتظنوه * (من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون).
قوله تعالى: * (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) سبب نزول الآية: ' أن اليهود والنصارى اجتمعوا عند النبي واختصموا في إبراهيم، فقالت كل فرقة: هو منا، فقال: كذبتم؛ فغضبوا، وقالوا: يا محمد، لا تريد منا إلا أن نتخذك ربا؛ فنزلت الآية '.
* (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب) يعني: القرآن، * (والحكم) الأحكام، والحكمة: السنة * (والنبوة) المنزلة الرفيعة بالأنبياء.
* (ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله) أي: عبيدا لي من دون الله وقيل: أراد بالبشر: عيسى - صلوات الله عليه - لأنهم كانوا يدعون أن عيسى أمرهم أن يعبدوه، ويتخذوه ربا، فقال: * (ما كان لبشر) يعني: عيسى.
* (أن يؤتيه الله الكتاب) يعني: الإنجيل * (والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب).
قال سعيد بن جبير: الرباني: الفقيه العالم الذي يعمل بعلمه. وقال الضحاك: الرباني: العالم الحكيم. وفي الخبر: ' كونوا علماء حلماء '.
والرباني من طريق المعني: هو أن يكون على دين الرب وعلى طريق الرب.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»