تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٥٠
* (أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون (113) يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين (114) وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين (115) إن الذين كفروا لن تغني عنهم) * * أي: ذو دين وطريقة. * (يتلون آيات الله آناء الليل): ساعات الليل، وأحدها: إنا، وأنا * (وهم يسجدون) قال ابن مسعود: يعني: يصلون صلاة العتمة، وقيل أراد به الصلاة ما بين المغرب والعشاء وهو في آناء الليل.
* (يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين) وصفهم الله تعالى وشكرهم * (وما يفعلوا من خير فلن يكفروه) أي: يجازون عليه. والله تعالى إذا جازى العبد على صنيعه، فقد شكره * (والله عليم بالمتقين).
قوله تعالى: * (إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا) أي: لا تدفع أموالهم بالفدية، ولا أولادهم بالنصرة من عذاب الله؛ وذلك أن الإنسان يدفع عن نفسه بفداء المال، وتارة بالاستعانة بالأولاد * (وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
(قوله): * (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر) الصر في الريح: البرد، وقول الشاعر:
(أوقد فإن الليل ليل قر * والريح يا واقد ريح صر) (عسى [ما] نرى نارا لمن يمر * إن جلبت ضيفا فأنت حر) * (أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته) شبه إنفاقهم بزرع اجتاحته جائحة أو أصابته ريح باردة فأهلكته.
واختلفوا في تلك النفقة: قال بعضهم: أراد به: إنفاق أبي سفيان يوم بدر وأحد على المشركين في قتال المسلمين، وقيل أراد به: إنفاق المرء الذي ينفق ماله رياء
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»