تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٣٧
* (بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون (80) وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين (81) فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون (82) أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) * * والأنبياء كانوا فيهم كالمصابيح والسرج، أخذ الميثاق على النبيين أن يؤمنوا بمحمد وأن يصدقوه، وينصروه إن أدركوه. فهذا معنى قوله: * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة)، وقرأ حمزة ' لما آتيتكم ' مخففا بكسر اللام، وقرأ غيره: ' لما آتيتكم ' بفتح اللام مشددا، والقراءة المعروفة: بفتح اللام مخففا، ومعناه: للذي آتيتكم بمعنى الخبر.
وقيل: معناه: لئن آتيتكم بمعنى: الشرط، * (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) يعني: محمدا.
* (قال أأقررتم) أي: أقروا * (وأخذتم على ذلكم إصري) أي: عهدي. والإصر: العهد الثقيل * (قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).
وقال الضحاك: إنما أخذ الميثاق على النبيين خاصة كما نطقت به الآية، فأخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بالذي يأتي بعده من الأنبياء وينصره، فأخذ الميثاق على موسى - صلوات الله عليه وسلم - أن يؤمن بعيسى، وعلى عيسى أن يؤمن بمحمد ونحو ذلك.
ثم قال: * (فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون أفغير دين الله يبغون) يطلبون، يقرأ بالياء والتاء.
* (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) قال ابن عباس: لما خاطبهم بقوله: * (ألست بربكم) أسلم الكل، وقالوا: بلى، ولكن بعضهم قالوا: بلى،
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»