* (أجورهم والله لا يحب الظالمين (57) ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم (58) إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون (59) ) * * والعذاب في الدنيا: القتل والأسر والجزية، والعذاب في الآخرة: عذاب النار.
قوله تعالى: * (وما لهم من ناصرين وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) أي: جزاء أعمالهم * (والله لا يحب الظالمين) أي: لا يرحم الكافرين، ولا يثني عليهم بالجميل.
قوله تعالى: * (ذلك نتلوه عليك من الآيات) يعني: القرآن * (والذكر الحكيم) أي: الذكر ذي الحكمة، وقيل: الذكر المحكم الذي لا يتخلله الفساد.
قوله تعالى: * (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم)؛ سبب نزول الآية ما روى: أن وفد نجران لما قدموا على النبي قال لهم: ' أسلموا، فقالوا: نحن مسلمون، قال: كذبتم؛ يمنعكم من ذلك ثلاث: قولكم إن الله اتخذ ولدا، وسجودكم للصليب، وأكلكم الخنزير، فقالوا: من أبو عيسى؟ فنزلت هذه الآية '، وفي الآية دليل عليهم، ورد لقولهم، فقوله: * (إن مثل عيسى) أي: صفة عيسى * (عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)، يعني: إن خلق عيسى بلا أب مثل خلق آدم بلا أب، ولا أم، وخلق عيسى بلا أب ليس بأبدع من خلق آدم بلا أب ولا أم.
فأما قوله: * (ثم قال له كن فيكون) راجع إلى آدم، فإن قال قائل: لما ذكر أنه خلقه من تراب، فما معنى قوله بعده * (ثم قال له كن فيكون) بعد الخلق؟ قيل: معناه: خلقه من تراب، ثم أخبركم أني قلت له: كن، فكان من غير ترتيب في الخلق: كما يكون في أولاده، وهو مثل قول الرجل: أعطيتك اليوم درهما، ثم أعطيتك أمس درهما، أي: ثم أخبرك أني أعطيتك أمس درهما.
قوله تعالى: * (الحق من ربك فلا تكن من الممترين)، فإن قيل: أكان شاكا في الحق حتى نهاه عن الشك؟ قيل: الخطاب مع النبي، والمراد به: الأمة، وقيل معناه: قل للشاك فيه: الحق من ربك فلا تكن من الشاكين.