تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٣٣
* (يشاء والله واسع عليم (73) يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (74) ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (75)) * * برحمته من يشاء) قال ابن عباس: هو الدين. وقال مجاهد: هو النبوة. وقال ابن جريج: هو القرآن والإسلام (والله ذو الفضل العظيم).
قوله تعالى: * (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك) قد ذكرنا الأقوال في القنطار، وقال عطاء بن أبي رباح: هو ست آلاف دينار.
وهذا في عبد الله بن سلام؛ أودعه رجل ألفين ومأتي أوقية من الذهب فأدى الأمانة فيه.
* (ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك) هذا في فنحاص بن عازوراء اليهودي؛ أودعه رجل دينارا فخان فيه.
* (إلا ما دمت عليه قائما) أي: لا يؤده إليك إلا ما دمت على رأسه قائما تطالبه. وقيل: أراد بالقيام: الإلحاح والمطالبة.
* (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) قالت اليهود: ليس علينا في أخذ أموال العرب حرج، كأنهم استحلوا أموال الأميين: وهم العرب، محمد وأصحابه.
* (ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) * (بلى) عليهم سبيل؛ ذكره جوابا لقولهم.
قالت النحاة: وهو وقف تام، ثم ابتدأ، فقال: * (من أوفى بعهده واتقى) قال ابن عباس: واتقى الشرك * (فإن الله يحب المتقين) الموحدين.
قوله تعالى: * (إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمنا قليلا) روى أبو وأئل - وهو شقيق بن سلمة - عن ابن مسعود، عن رسول الله أنه قال: ' من حلف على يمين كاذبة؛ ليقتطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان،
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»