* (كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب (269) وما أنفقتم من نفقة أو أنذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار (270) إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها) * * قيل: هذه الحكمة: هي الكتابة، ومعرفة الخط.
وقيل: هي العقل. وقيل الأمانة.
* (وما يذكر إلا أولوا الألباب) أي: وما يتفكر إلا أولوا العقول.
قوله تعالى: * (وما أنفقتم من نفقة أو أنذرتم) فيه قولان: أحدهما: أن المراد بالنفقة: الزكاة المفروضة، وأما النذر: هو أن ينوي عمل الخير، وصدقة التطوع.
والقول الثاني: أن النفقة هي صدقة التطوع، وأما النذر هو ما عرف من نذر اللسان؛ وهو أن يوجب التصدق على نفسه.
وقوله: * (فإن الله يعلمه) أي: يجازي. وقال مجاهد: يحصيه.
وقوله: * (وما للظالمين) أي: الذين يتصدقون من الغصب والنهب. * (من أنصار) جمع النصير، أي: ما لهم من ينصر ويمنع من العذاب.
قوله تعالى: * (أن تبدوا الصدقات) معناه: إن تظهروا. * (فنعما هي) يقرأ بالقراءات بفتح النون، وكسر العين، ويقرأ: بكسرهما، وقرأ أبو عمرو: بكسر النون وجزم العين، ولم يرض ذلك منه نحاة البصرة، وقالوا فيه التقاء الساكنين، واستشهد أبو عمرو بقوله لعمرو بن العاص: ' نعم المال الصالح للرجل الصالح ' والكل في المعنى سواء، ومعناه: نعم خلة، هي أو نعم شيء هو.
قوله: * (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) قيل: هذا في صدقات